اقامت وحدة شؤون المراة كلية الهندسة في جامعة البصرة ندوة عن العنف الاسري بعنوان العنف الاسري ظاهرة متفشية في المجتمع . تضمنت الندوة التي حاضر فيها الدكتورة هناء عبد النبي العبادي مسؤولة الوحدة الارشادية في كلية التربية للبنات والدكتورة خيرية عبد الجليل مسؤولة وحدة شؤون المراة في كلية الهندسة والسيدة دعاء محمد خليفة التدريسية في كلية التربية للبنات تعريف موضوع ظاهرة العنف الاسري وهذا نص الكلمة :
العنف الاسري هو أسلوب من أساليب التعامل غير المرغوب فيه مع الاخرين حيث يتسم بالعدوان ويعتمد على الظروف التي تحرض عليه كالأحباط والمضايقة والحرمان والاذى والتميز في المعاملة الوالدية وسوئها ومصدره يكون من تراكم خبرات سابقة مخزونة تعرض لها الأبناء في الطفولة نشأ وتربى عليها او قد يكون سلوكا مكتسبا بالتعلم والملاحظة من البيئة المحيطة بالفرد وخاصة الاسرة او قد يكون سلوكا تعويضيا لنقص ما ، فان ثبتت شخصية الفرد على هذه القيم واستمرت معه اصبح من الصعب تغييرها ان عنف الاسرة والمجتمع يغرس في نفوس الأبناء الى درجة نتصور انه موروث وقد نالت ظاهرة العنف الاسري اهتمام الباحثين والمختصين في مجالات التربية وعلم النفس والاجتماع كونها تمثل اخطر المشاكل التي تهدد الاسرة والمجتمع على الرغم من ان اغلب المجتمعات وخاصة المجتمعات العربية تتكتم على حالات العنف الاسري وتفضل عدم البوح بها كونها مثل اخطر المشاكل التي تهدد الاسرة والمجتمع على الرغم من ان اغلب المجتمعات وخاصة المجتمعات العربية تتكتم على حالات العنف الاسري وتفضل عدم البوح بها كونها من خصوصيات الاسرة وحفاظا على السمعة وفق العادات والتقاليد متجاهلين حجم الأضرار الناتجة عنه والمسببة لأزمات عديدة تستمر مع الأبناء والأفراد من الطفولة وحتى سن الرشد وخاصة عنف الوالدين فيما بينهم حيث تبقى هذه المشاهد راسخة في الاذهان وتتحول لا اراديا الى سلوك مستقبلي متوارث ينتقل من مرحلة الى أخرى حيث يتأثر الأطفال بالذات والمراهقين من كلا الجنسين بأشكال العنف الموجه ضدهم من قبل احد افراد الاسرة ويحاول القوي فرض سيطرته على الضعيف والتي غالبا ما تكون الزوجة و الأطفال و المراهقون وخاصة الاناث وليس من الضروري ان يكون الاب هو من يمارس العنف فقد يكون الجد او العم او الخال او الأخ الأكبر وسواء أكان هذا العنف معنوي (نفسيا او لفظيا) او يكون ماديا (جسديا) فهو يترك آثارا سلبية بعيدة المدى وخاصة لدى الفتيات في سن المراهقة ومن الضروري الوقوف على واقع العلاقة بين افراد الأسرة وافرادها من الأطفال والمراهقين ومعرفة طبيعتها وابعادها السلبية بسبب سوء المعاملة الأسرية للأبناء وعدم قدرة الأسرة على مواجهة مشاكل أبنائهم وحلها لسوء السياسة التربوية وعدم الأخذ بعين الاعتبار الأزمات النفسية التي يعيشها الأطفال والمراهقون والذين هم الأكثر تأثر بذلك ويضم العنف الأسري انماطا كثيرة ومتنوعة من أهمها
العنف النفسي وهو اكثر أنواع العنف الأسري غموضا ويصعب تحديده ويؤثر في الوظائف السلوكية والذهنية والجسدية والتدني في المستوى الدراسي.
و العنف اللفظي وهو جميع الكلمات والالفاظ المسيئة التي تؤدي الى احداث الضرر النفسي بالآخرين كعبارات السخرية والاستهزاء والاهانة والتخويف والتهديد والسب والوعيد والصراخ والانتقاد المستمر والتقليل من قيمة الشخص والاستخفاف به واي نوع من الكلام تثير مشاعر الألم يندرج تحت وصف العنف أللفضي والذي يعد من اكثر أنواع العنف انتشارا وسط المجتمعات.
و العنف البدني ومن اشكاله الضرب بقسوة وشد الشعر والكي بالنار والحبس في غرف مظلمة او حتى تشغيل الأطفال في أماكن لا تناسب قدراتهم ، ويمارس عادة هذا النمط من قبل زوج الام او زوجة الاب ضد من هم اضعف سلطة كالأطفال والفتيات ويمكن الكشف عن هذا النمط بسهولة كونه يترك آثارا واضحة في جسد من ارتكب بحقه العنف على شكل كدمات او حروق او جروح ومن آثاره السلبية على الأطفال والمراهقين ولكلا الجنسين انهم سيعانون من صعوبة تكوين علاقات اجتماعية مع اقرانهم وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي مقارنة مع اقرانهم ممن لم يتعرض للعنف الجسدي والاسري ، وللحد من انتشار هذه الظاهرة يجب مراعاة حالات العنف الذي مارس ضد الأطفال والمراهقين من قبل الاسرة او المدرسة او المحيط ورصد هذه الحالات والابلاغ عنها وقيام المؤسسات الاجتماعية بوضع الحلول المناسبة واتخاذ الإجراءات التي من شأنها الحد من هذه الأساليب ومحاسبة من يمارس العنف على الافراد وتوجيه حملات ارشادية وتوعوية بهذا الشأن.